وما انفتاح ثقافات الشعوب على بعضها البعض سوى دليل على مدى اهتمام وحرص المجتمعات على الدور الذي يلعبه التمازج والتفاعل بين مختلف الثقافات في بناء وتنمية المجتمع والنهوض به، علما بأن التمازج الثقافي لا يُلغي قيمة وأهمية الجذور الثقافية لكل مجتمع، كما لا يمكن أن يلهي التلاقح الثقافي عن الأصول والمبادئ الخاصة بكل مجتمع.
وعليه يمثل الفن مدخلا مهما في الثقافة الجمالية، التي تسعى إلى تنمية السلوك، وبناء الشخصية، إذ تصبح العلوم الإنسانية ذات قيمة أساسية في التنمية، لأن ما هو ثقافي يؤسس في الحقيقة لما هو مادي، مما حدا ببعض الدارسين إلى الكلام على رأس المال الثقافي.
تشارك الثقافة بصورة كبيرة في إعطاء الشخص القدرة على معرفة المواقف الاجتماعية الكثيرة وفهم الأفراد الآخرين وفهم الوسيلة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض.
- أصبح الإعلام الرقمي منصة رئيسية لإعادة تشكيل الرأي العام، والتأثير على التصورات الثقافية، وتعزيز أنماط جديدة من السلوك الاجتماعي.
كما يجب أن نعلم أن الثقافة من أفضل العوامل التي تقوم إنشاء المجتمعات وتنميتها، حيث تعد الركيزة الأساسية فيها لتشمل جميع الجوانب المختلفة للأسس والأفكار بالإضافة إلى العادات وأيضًا التقاليد والموروثات الثقافية والأذواق والجوانب المختلفة الأخرى، الخاصة بمجتمع معين عن المجتمعات الأخرى.
تعد الثقافة أساسا في بناء الإنسان، وتنظيم الواقع الإنساني، بما يحقق احتياجات الفرد والمجتمع على السواء. والإنسان اجتماعي بطبعه -كما قال ابن خلدون- وتفرض عليه اجتماعيته التأقلم، والتكيف مع متطلبات الحياة، ومتغيراتها. فمنذ الامارات أن يفتح المولود عينيه على الوجود تبدأ شخصيته في التَّكَوُّن، وتبدأ العناصر الثقافية فعلها فيه؛ رعاية، وتوجيها، وتقويما.
- في بعض الحالات، أدت وسائل الإعلام إلى خلق صور نمطية معينة حول الهوية الثقافية، مما أثر على الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى أنفسهم وإلى الآخرين.
للمؤلف عاطف وصفي، يركز هذا الكتاب على دراسة العلاقة بين الثقافة والشخصية، ويعرض النظريات المختلفة التي تفسر هذا التفاعل، مع تسليط الضوء على الأبحاث الميدانية في هذا المجال.
- تساهم الثقافة في تشكيل الاتجاهات نحو القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية، مما يؤثر على طريقة الامارات تفكير الأفراد وتصرفاتهم.
وَإِجْشَامِي عَلَى الْمَكْرُوهِ نَفْسِي وَضَرْبِي هَامَةَ الْبَطَلِ الْمُشِيحِ
يصور الأدب القصصي -على وجه الخصوص- أنواعا من السلوك البشري في قالب فني، يجعل المتلقي يجد صورة سلوكاته مجسدة في إحدى الشخصيات، مثلما قد يجد فيه بعض انكساراته، وطموحاته ممثلة في أخرى، وفي كل ذلك رسائل بانية لشخصيته، ومؤهلة له للتصرف بحكمة أفضل، قد تجنبه مخاطر السير في طريق الضلال، أو مسارب الغواية، أو متاهات الفشل.
يتيح لنا هذا التحليل إطلاعًا على الدوافع والقيم التي تتحكم في سلوك الأشخاص ضمن سياقهم الثقافي الخاص.
يساهم هذا التحليل في تعزيز التسامح المتبادل وإقامة علاقات صحية وإيجابية بين الثقافات المختلفة بناءً على الفهم والاحترام المتبادل.
ارتفاع شأن الإنسان لأعلى مستويات النجاح بالحياة، وتمهد الثقافة الطريق أمام المتعلم ليحقق أهدافه ورغباته وأمنياته بشكل ما لأنه يمتلك الخبرة والمعرفة.